1-" ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل " الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ،وهو وإن لم يشهد تلك الوقعة لكن شاهد آثارها وسمع بالتواتر أخبارها فكأنه رآها ، وإنما قال " كيف " ولم يقل ما لأن المراد تذكير ما فيها من وجوه الدلالة على كمال علم الله تعالى وقدرته وعزة بيته وشرف رسوله عليه الصلاة والسلام فإنها من الإرهاصات . إذ روي أنها وقعت في السنة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قصتها أن أبرهة بن الصباح الأشرم - ملك اليمن من قبل أصحمة النجاشي- بنى كنيسة بصنعاء وسماها القليس ، وأراد أن يصرف الحاج إليها ، فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلاً فأغضبه ذلك ، فحلف ليهدمن الكعبة فخرج بجيشه ومعه فيل قوي اسمه محمود ، وفيلة أخرى فلما تهيأ للدخول وعبى جيشه قدم الفيل ، وكان كلما وجهوه إلى الحرم برك ولم يبرح ، وإذا رجعوه إلى اليمن أو إلى جهة أخرى هرول ، فأرسل الله تعالى طيراً مع كل واحد في منقارة حجر وفي رجليه حجران ،أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة ، فترميهم فيقع الحجر في رأس الرجل فيخرج من دبره فهلكوا جميعاً . وقرئ " ألم تر " جداً في إظهاره أثر الجازم ، وكيف نصب بفعل لأبتر لما فيه من معنى الاستفهام .
2-" ألم يجعل كيدهم " في تعطيل الكعبة وتخريبها . " في تضليل " في تضييع وإبطال بأن دمرهم وعظم شأنها.
3-" وأرسل عليهم طيراً أبابيل " جماعات جمع إبالة وهي الحزمة الكبيرة ، شبهت بها الجماعة من الطير في تضامها .وقيل لا واحد لها كعبابيد وشماطيط .
4-" ترميهم بحجارة " وقرئ بالياء على تذكير الطير لأنه اسم جمع ، أو إسناده إلى ضمير ربك " من سجيل " من طين متحجر معرب سنككل وقيل من السجل وهو الدلو الكبير ، أو الاسجال وهو الارسال ، أو من السجل ومعناه من جملة العذاب المكتوب المدون .
5-" فجعلهم كعصف مأكول " كورق زرع وقع فيه ، والآكال وهو أن يأكله الدود أو أكل حبه فبقي صفراً منه ، أو كتين أكلته الدواب وراثته . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الفيل أعفاه الله أيام حياته من الخسف والمسخ ".