1-" سبح اسم ربك الأعلى " نزه اسمه عن إلحاد فيه بالتأويلات الزائغة وإطلاقه على غيره زاعماً أنهما فيه سواء وذكره الأعلى على وجه التعظيم ،وقرئ سبحان ربي الأعلى . وفي الحديث " لما نزلت " فسبح باسم ربك العظيم " قال عليه الصلاة والسلام اجعلوها في ركوعكم ،فلما نزلت " سبح اسم ربك الأعلى " قال عليه الصلاة والسلام اجعلوها في سجودكم " وكانوا يقولون في الركوع اللهم لك ركعت وفي السجود اللهم لك سجدت .
2-" الذي خلق فسوى " خلق كل شيء فسوى خلقه بأن جعل له ما به يتأتى كماله ويتم معاشه .
3-" والذي قدر " أي قدر أجناس الأشياء وأنواعها وأشخاصها ومقاديرها وصفاتها وأفعالها وآجالها ." فهدى " فوجهه إلى أفعاله طبعاً واختياراً بخلق الميول والألهامات ونصب الدلائل وانزال الآيات .
4-" والذي أخرج المرعى " انبت ما ترعاه الدواب .
5-" فجعله " بعد خضرته " غثاء أحوى " يابساً أسود .وقيل " أحوى " حال المرعى أي أخرجه " أحوى " أي أسود من شدة خضرته .
6-" سنقرئك " على لسان جبريل عليه الصلاة والسلام ، أو سنجعلك قارئاً بإلهام القرءة . " فلا تنسى " أصلاً من قوة الحفظ مع أنك أمي ليكون ذلك آية أخرى لك مع أن الإخبار به عما يستقبل ووقوعه كذلك أيضاً من الآيات ،وقيل نهي والألف للفاصلة كقوله تعالى " السبيلا" .
7-" إلا ما شاء الله " نسيانه بأن نسخ تلاوته ،وقيل أراد به القلة والنذرة ، لما روي "أنه عليه الصلاة والسلام أسقط آية في قراءته في الصلاة فحسب أبي أنها نسخت فسأله فقال : نسيتها " أو نفى لسان رأساً فإن القلة تستعمل للنفي . " إنه يعلم الجهر وما يخفى " ما ظهر من أحوالكم وما بطن ، أو جهرك بالقراءة مع جبريل عليه الصلاة والسلام وما دعاك إليه من مخافة النسيان فيعلم ما فيه صلاحكم من ابقاء وإنساء .
8-" ونيسرك لليسرى " ونعدك لطريقة اليسرى في حفظ الوحي ، أو التدين وتوفقك لها ولهذه النكتة قال " نيسرك " لا نيسر لك عطف على " سنقرئك " ، وأنه يلعم اعتراض .
9-" فذكر " بعد ما استتب لك الأمر " إن نفعت الذكرى " لعل هذه الشرطية إنما جاءت بعد تكرير وحصول اليأس من البعض لئلا يتعب نفسه ويتلهف عليهم كقوله : " وما أنت عليهم بجبار " ، أو لذك المذكورين واستبعاد تأثير الذكرى فيهم ، أو للإشعار بأن التذكير إنما يجب إذا ظن نفعه ولذلك أمر بالإعراض عمن تولى .
10-" سيذكر من يخشى " سيتعظ وينتفع بها من يخشى الله تعالى بأن يتأمل فيها فيعلم حقيقتها .وهو يتناول العارف والمتردد .
11-" ويتجنبها " ويتجنب " الذكرى " . " الأشقى " الكافر فإنه أشقى من الفاسق ، أو " الأشقى " من الكفرة لتوغله في الكفر .
12-" الذي يصلى النار الكبرى " نار جهنم فإنه عليه الصلاة والسلام قال " ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم " ، أو ما في الدرك الأسفل منها .
13-" ثم لا يموت فيها " فيستريح . " ولا يحيا " حياة تنفعه .
14-" قد أفلح من تزكى " تطهر من الكفر والمعصية ، أو تكثر من التقوى من الزكاة أو تطهر للصلاة أو أدى الزكاة .
15-" وذكر اسم ربه " بقلبه ولسانه " فصلى " كقوله : " أقم الصلاة لذكري " ويجوز أن يراد بالذكر تكبيرة التحريم ، وقيل " تزكى " تصدق للفطر " وذكر اسم ربه " كبره يوم العيد " فصلى " صلاته .
16-" بل تؤثرون الحياة الدنيا " فلا تفعلون ما يسعدكم في الآخرة ، والخطاب للأشقين على الالتفات أو على إضمار قل ، أو للكل فإن السعي للدنيا أكثر في الجملة ، وقرأ أبو عمرو بالياء .
17-" والآخرة خير وأبقى " فإن نعيمها ملذ بالذات خالص عن الغوائل لا انقطاع له .
18-" إن هذا لفي الصحف الأولى " الإشارة إلى ما سبق من " قد أفلح " فإنه جامع أمر الديانة وخلاصة الكتب المنزلة .
19-" صحف إبراهيم وموسى " بدل من الصحف الأولى . قال صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الأعلى أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل حرف أنزله الله على إبراهيم وموسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام " .