islamkingdomfaceBook islamkingdomtwitter islamkingdominstagram islamkingdomyoutube islamkingdomnew

تفسير البيضاوى
16918

87-الأعلى

سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى

1-" سبح اسم ربك الأعلى " نزه اسمه عن إلحاد فيه بالتأويلات الزائغة وإطلاقه على غيره زاعماً أنهما فيه سواء وذكره الأعلى على وجه التعظيم ،وقرئ سبحان ربي الأعلى . وفي الحديث " لما نزلت " فسبح باسم ربك العظيم " قال عليه الصلاة والسلام اجعلوها في ركوعكم ،فلما نزلت " سبح اسم ربك الأعلى " قال عليه الصلاة والسلام اجعلوها في سجودكم " وكانوا يقولون في الركوع اللهم لك ركعت وفي السجود اللهم لك سجدت .

الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى

2-" الذي خلق فسوى " خلق كل شيء فسوى خلقه بأن جعل له ما به يتأتى كماله ويتم معاشه .

وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى

3-" والذي قدر " أي قدر أجناس الأشياء وأنواعها وأشخاصها ومقاديرها وصفاتها وأفعالها وآجالها ." فهدى " فوجهه إلى أفعاله طبعاً واختياراً بخلق الميول والألهامات ونصب الدلائل وانزال الآيات .

وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى

4-" والذي أخرج المرعى " انبت ما ترعاه الدواب .

فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى

5-" فجعله " بعد خضرته " غثاء أحوى " يابساً أسود .وقيل " أحوى " حال المرعى أي أخرجه " أحوى " أي أسود من شدة خضرته .

سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى

6-" سنقرئك " على لسان جبريل عليه الصلاة والسلام ، أو سنجعلك قارئاً بإلهام القرءة . " فلا تنسى " أصلاً من قوة الحفظ مع أنك أمي ليكون ذلك آية أخرى لك مع أن الإخبار به عما يستقبل ووقوعه كذلك أيضاً من الآيات ،وقيل نهي والألف للفاصلة كقوله تعالى " السبيلا" .

إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى

7-" إلا ما شاء الله " نسيانه بأن نسخ تلاوته ،وقيل أراد به القلة والنذرة ، لما روي "أنه عليه الصلاة والسلام أسقط آية في قراءته في الصلاة فحسب أبي أنها نسخت فسأله فقال : نسيتها " أو نفى لسان رأساً فإن القلة تستعمل للنفي . " إنه يعلم الجهر وما يخفى " ما ظهر من أحوالكم وما بطن ، أو جهرك بالقراءة مع جبريل عليه الصلاة والسلام وما دعاك إليه من مخافة النسيان فيعلم ما فيه صلاحكم من ابقاء وإنساء .

وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى

8-" ونيسرك لليسرى " ونعدك لطريقة اليسرى في حفظ الوحي ، أو التدين وتوفقك لها ولهذه النكتة قال " نيسرك " لا نيسر لك عطف على " سنقرئك " ، وأنه يلعم اعتراض .

فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى

9-" فذكر " بعد ما استتب لك الأمر " إن نفعت الذكرى " لعل هذه الشرطية إنما جاءت بعد تكرير وحصول اليأس من البعض لئلا يتعب نفسه ويتلهف عليهم كقوله : " وما أنت عليهم بجبار " ، أو لذك المذكورين واستبعاد تأثير الذكرى فيهم ، أو للإشعار بأن التذكير إنما يجب إذا ظن نفعه ولذلك أمر بالإعراض عمن تولى .

سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى

10-" سيذكر من يخشى " سيتعظ وينتفع بها من يخشى الله تعالى بأن يتأمل فيها فيعلم حقيقتها .وهو يتناول العارف والمتردد .

وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى

11-" ويتجنبها " ويتجنب " الذكرى " . " الأشقى " الكافر فإنه أشقى من الفاسق ، أو " الأشقى " من الكفرة لتوغله في الكفر .

الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى

12-" الذي يصلى النار الكبرى " نار جهنم فإنه عليه الصلاة والسلام قال " ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم " ، أو ما في الدرك الأسفل منها .

ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا

13-" ثم لا يموت فيها " فيستريح . " ولا يحيا " حياة تنفعه .

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى

14-" قد أفلح من تزكى " تطهر من الكفر والمعصية ، أو تكثر من التقوى من الزكاة أو تطهر للصلاة أو أدى الزكاة .

وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى

15-" وذكر اسم ربه " بقلبه ولسانه " فصلى " كقوله : " أقم الصلاة لذكري " ويجوز أن يراد بالذكر تكبيرة التحريم ، وقيل " تزكى " تصدق للفطر " وذكر اسم ربه " كبره يوم العيد " فصلى " صلاته .

بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا

16-" بل تؤثرون الحياة الدنيا " فلا تفعلون ما يسعدكم في الآخرة ، والخطاب للأشقين على الالتفات أو على إضمار قل ، أو للكل فإن السعي للدنيا أكثر في الجملة ، وقرأ أبو عمرو بالياء .

وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى

17-" والآخرة خير وأبقى " فإن نعيمها ملذ بالذات خالص عن الغوائل لا انقطاع له .

إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى

18-" إن هذا لفي الصحف الأولى " الإشارة إلى ما سبق من " قد أفلح " فإنه جامع أمر الديانة وخلاصة الكتب المنزلة .

صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى

19-" صحف إبراهيم وموسى " بدل من الصحف الأولى . قال صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الأعلى أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل حرف أنزله الله على إبراهيم وموسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام " .


1-الفاتحة 2-البقرة 3-آل-عمران 4-النساء 5-المائدة 6-الأنعام 7-الأعراف 8-الأنفال 9-التوبة 10-يونس 11-هود 12-يوسف 13-الرعد 14-إبراهيم 15-الحجر 16-النحل 17-الإسراء 18-الكهف 19-مريم 20-طه 21-الأنبياء 22-الحج 23-المؤمنون 24-النور 25-الفرقان 26-الشعراء 27-النمل 28-القصص 29-العنكبوت 30-الروم 31-لقمان 32-السجدة 33-الأحزاب 34-سبأ 35-فاطر 36-يس 37-الصافات 38-ص 39-الزمر 40-غافر 41-فصلت 42-الشورى 43-الزخرف 44-الدخان 45-الجاثية 46-الأحقاف 47-محمد 48-الفتح 49-الحجرات 50-ق 51-الذاريات 52-الطور 53-النجم 54-القمر 55-الرحمن 56-الواقعة 57-الحديد 58-المجادلة 59-الحشر 60-الممتحنة 61-الصف 62-الجمعة 63-المنافقون 64-التغابن 65-الطلاق 66-التحريم 67-الملك 68-القلم 69-الحاقة 70-المعارج 71-نوح 72-الجن 73-المزمل 74-المدثر 75-القيامة 76-الإنسان 77-المرسلات 78-النبأ 79-النازعات 80-عبس 81-التكوير 82-الانفطار 83-المطففين 84-الانشقاق 85-البروج 86-الطارق 87-الأعلى 88-الغاشية 89-الفجر 90-البلد 91-الشمس 92-الليل 93-الضحى 94-الشرح 95-التين 96-العلق 97-القدر 98-البينة 99-الزلزلة 100-العاديات 101-القارعة 102-التكاثر 103-العصر 104-الهمزة 105-الفيل 106-قريش 107-الماعون 108-الكوثر 109-الكافرون 110-النصر 111-المسد 112-الإخلاص 113-الفلق 114-الناس